كان الأمر بمثابة دفقة من الماء البارد على الوجه، ولكن هناك سبب يدعو للتفاؤل بشأن سوق الأسهم في الأسابيع والأشهر المقبلة.

كان السوق يحرز تقدمًا في الأسبوع الماضي، متخلصًا من مخاوف التضخم ورفع أسعار الفائدة وشبح أوميكرون. عند ذروة يوم الجمعة، ارتفع مؤشر ستاندرد آند بورز 500 بنسبة 5٪ من أدنى مستوى له في 27 يناير، عندما تحدث رئيس مجلس الاحتياطي الفيدرالي جيروم باول وأخاف المستثمرين. ثم جاءت ضربة مزدوجة بعد ظهر الجمعة: روسيا واللقاحات.

انخفض مؤشر ستاندرد آند بورز 500 بنسبة 1.9٪ يوم الجمعة، ليغلق عند 4419، منهياً الأسبوع منخفضًا بنسبة 1.8٪. حدث معظم هذا الانخفاض في آخر ساعتين و35 دقيقة من التداول. تراجع مؤشر داو جونز الصناعي (DJIA) أكثر من 500 نقطة، أو بنسبة 1.4٪، يوم الجمعة، ومنهياً الأسبوع منخفضاً بنسبة 1٪. وانخفض مؤشر ناسداك المركب يوم الجمعة بنسبة 2.8٪، لينهي الأسبوع منخفضًا بنسبة 2.2٪.

لا يمكن للمستثمرين إلقاء اللوم على ارتفاع الأسعار في تراجعات يوم الجمعة. كانت الأسواق تستعد لإنهاء الأسبوع على ارتفاع، على الرغم من قراءة معدلات التضخم التي جاءت أعلى من المتوقع يوم الخميس.

تصاعد التوتر الجيوسياسي كان المشكلة الأولى يوم الجمعة. توقعت كل من المملكة المتحدة والولايات المتحدة أن تغزو روسيا أوكرانيا قريبًا ونصحت مواطنيها بمغادرة البلاد.

التوتر الجيوسياسي ليس جيدًا، لكن لا يجب أن يتسبب في ضرر دائم لسوق الأسهم. كانت الحركة من الذروة إلى الحضيض في ستاندرد آند بورز 500 عندما ضمت روسيا شبه جزيرة القرم في عام 2014 حوالي 2٪، ومع ذلك ارتفع مؤشرستاندرد آند بورز بنسبة 11٪ طوال عام 2014. ومع ذلك، ضخت الأخبار اندفاعًا من عدم اليقين في السوق. والمستثمرون حقا يكرهون عدم اليقين.

كانت المشكلة الثانية المتعلقة بكوفيد 19. قالت إدارة الغذاء والدواء إنها ستؤخر الاجتماع للموافقة على لقاحات كوفيد للأطفال دون الخامسة من العمر. لكنها قد تكون صفقة أكبر حتى من صفقة روسيا. أي جملة تتضمن الكلمات إدارة الغذاء والدواء، مزيد من الوقت، تأخير، لقاحات، والأطفال ستزعزع الثقة.

المجموعة التي تحتاج إلى اللقاحات أكثر من غيرها هي العائلات العاملة التي لديها أطفال صغار. أصحاب الدخل المنخفض هم أيضًا أكثر عرضة لاضطرابات كوفيد. الأسر وخاصة الأمهات، التي لديها أطفال صغار تغادر القوى العاملة بشكل أسرع من العائلات التي ليس لديها أطفال، وفقًا لبيانات مجلس الاحتياطي الفيدرالي. كان من المفترض أن تخفف العودة إلى الوضع الطبيعي بعض الضيق في سوق العمل وزيادة الدخل. تأخيرات اللقاح تعيد هذه العملية مرة أخرى.

في ظل هذه الخلفية، لديك شبح من الاحتياطي الفيدرالي، والذي من المرجح أن يرفع أسعار الفائدة عدة مرات لمكافحة ارتفاع الأسعار. التضخم، روسيا، واللقاحات: هذه كلها أخبار سيئة. والسؤال المطروح على المستثمرين الآن هو: هل يجب عليهم شراء تراجع آخر؟ الجواب هو نعم على الارجح.

يقوم السوق بخصم الأشياء قبل حدوثها بالفعل، كما يشير ديفيد دونابديان، رئيس الاستثمار في إدارة الثروات الخاصة في سي أي بي سي (CIBC).

كان يشعر بالتفاؤل بشأن السوق لأن الطلب كان متماسكًا. مع اقتراب يوم الجمعة، اعتقد دونابديان أن المستثمرين لديهم “ثقة متزايدة في أن النمو الاقتصادي سيكون جيدًا وأن نمو الأرباح سيكون قويًا.”

كانت لوري كالفاسينا، رئيسة استراتيجية الأسهم في آر بي سي (RBC)، ترى نفس الشيء عندما قامت بمراجعة تقارير أرباح الربع الرابع ونسخ المكالمات الهاتفية. تقول: “لا يزال الطلب من المستهلك قويًا جدًا جدًا”. وهذا يدعم تقديرات أرباح الشركات لعام 2022.

طالما أن الأرباح ثابتة، فإن الشراء عند الانخفاض هو استراتيجية رابحة.

اقرأ أيضاً أربعة أسهم يمكنها التمتع بالقوة من خلال معدلات تضخم مرتفعة.

المصدر: بارونز.