بعد الإعلان عن معدل نمو ثابت في السنوات الأخيرة، بدأت ستيتش فيكس (Stitch Fix) تفقد العملاء في العام الماضي، والذي تزامن مع ارتفاع التضخم وأسعار الفائدة وعمليات بيع الأسهم. لا تزال أحدث النتائج المالية تظهر أن الشركة تكافح من أجل إيجاد موطئ قدم لها، مع انخفاض الإيرادات بنسبة 20% على أساس سنوي.

ومع ذلك، قفز سعر السهم بنحو 30% عقب تقرير الأسبوع الماضي. أظهرت الشركة تقدمًا كبيرًا في تعزيز الربحية وأعلنت عن تدفق نقدي حر إيجابي بقيمة 21 مليون دولار، لكن توجيهات الشركة تقول أنه سيكون هناك انخفاض حاد آخر في الإيرادات في الربع القادم.

على الرغم من أن رؤية عودة الأعمال إلى التدفق النقدي الحر الإيجابي كانت علامة رائعة، إلا أنني لا أعتقد أن هذا هو سبب ارتفاع الأسهم بعد أخبار الأرباح. إن السبب الحقيقي لارتفاع الأسهم هو أنه يمكن اعتبار ستيتش فيكس (Stitch Fix) بمثابة شركة غير مثيرة للانتباه للذكاء الاصطناعي في صناعة الملابس. 

يبدو أن الذكاء الاصطناعي يسيطر على الاقتصاد العالمي، وهذا قد يمنح ستيتش فيكس (Stitch Fix) ريحًا ثانية. تعني حمى الذكاء الاصطناعي في وول ستريت أن المشاركين في السوق يقومون بمسح صناديق القمامة بحثًا عن بدائل ذات قيمة لأسهم تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي الكبيرة مثل نيفيديا (Nvidia). قد يكون ستيتش فيكس (Stitch Fix)، الذي يستخدم الذكاء الاصطناعي وعلوم البيانات لتشغيل نظام التوصيات الخاص به، مناسبًا للفاتورة. يتم تداول السهم بقيمة سوقية تبلغ 550 مليون دولار فقط مقابل 1.7 مليار دولار في الإيرادات السنوية، وهو تقييم رخيص للغاية من السعر إلى المبيعات.

واجهت ستيتش فيكس (Stitch Fix) بعض مشكلات التنفيذ مؤخرًا، لا سيما في طرح خدمة فري ستايل (Freestyle)، والتي تتيح للعملاء انتقاء واختيار العناصر بأنفسهم – كل ذلك برعاية محرك التوصيات المدعوم بالذكاء الاصطناعي من ستيتش فيكس (Stitch Fix) دون مساعدة المصمم البشري. بعد عام مخيب للآمال، عادت المؤسسة كاترينا ليك كرئيس تنفيذي في يناير / كانون الثاني للمساعدة في تحويل الأعمال من الناحية المالية، وستعمل حتى يتم العثور على بديل دائم.

يمثل الانخفاض المستمر في الإيرادات خلال العام الماضي معضلة للمستثمرين. هذا بالتأكيد ليس عملًا مقاومًا للركود، لكن الشركة تعمل على موازنة هذا الضعف من خلال الاحتفاظ بالكثير من السيولة في ميزانيتها العامة بدون ديون.

إذن لماذا لم تنطلق الشركة بعد؟ أعتقد أن الأمر قد يكون باكرًا. إن معظم المستهلكين إما ليسوا على دراية بهذه الأنواع من خدمات التصميم أو يفضلون التسوق بمفردهم. ومع ذلك، نظرًا لأن الذكاء الاصطناعي أصبح جزءًا لا يتجزأ من الحياة اليومية، فقد ينفجر سوق هذه الخدمات.

بدأت الشركة في استخدام الذكاء الاصطناعي لتحسين المخزون. باستخدام هذه الأداة الجديدة، يمكن لستيتش فيكس (Stitch Fix) التنبؤ بشكل أفضل بطلب العملاء واتخاذ قرارات شراء مخزون أكثر ذكاءً بشكل استباقي. يمكن أن يقطع هذا شوطًا طويلاً لتحسين مطابقة العرض مع الطلب وخفض التكاليف، وبالتالي تعزيز فرصة ربح الشركة.

مع كل المزايا التي تتمتع بها ستيتش فيكس (Stitch Fix) مع علوم البيانات، فإن الذكاء الاصطناعي لن يزيد الإيرادات من تلقاء نفسه. تستعد الشركة لمزيد من الظروف الاقتصادية الصعبة من خلال النظر في سحب عملياتها التجارية في المملكة المتحدة، كما تعمل الإدارة أيضًا على تقليل شبكة التوزيع الخاصة بها إلى ثلاثة مراكز للتسليم في الولايات المتحدة، مما يوفر ما يقدر بنحو 15 مليون دولار من التكاليف.

ومع ذلك، أعتقد أن أداء سهم ستيتش فيكس (Stitch Fix) على مدار العام الماضي يعوض المستثمرين عن مخاطر الاقتصاد الكلي على المدى القريب. إن نسبة المخاطرة إلى المكافأة في هذه المستويات جذابة، على أقل تقدير. لن تجد العديد من الشركات التي تتمتع بالدهاء التكنولوجي تستخدم التداول بالذكاء الاصطناعي بنسبة منخفضة من السعر إلى المبيعات تبلغ 0.3 فقط.

على الرغم من وجود العديد من خدمات التصميم الشخصي، إلا أن أيا منها لا يقدم تجربة تسوق متطورة وتطبيقًا مخصصًا للهاتف المحمول سهل الاستخدام مثل ستيتش فيكس (Stitch Fix). سيتم تصنيف ستيتش فيكس (Stitch Fix) على أنها أفضل خدمة تصميم مخصصة بشكل عام في كل قائمة “الأفضل” تقريبًا. إنها إلى حد بعيد الشركة الرائدة في هذا السوق.

إن جاذبية الذكاء الاصطناعي للمستهلك هي أنه يوفر وقت التصفح للعناصر عبر الإنترنت. هذا بالضبط هو المستقبل الذي أمضته ستيتش فيكس (Stitch Fix) في البناء العقد الماضي. قد تكون النتائج المالية المتقلبة على مدى السنوات الخمس الماضية مجرد إحماء لما سيأتي خلال العقد المقبل.

من المؤكد أنها تبدو شركة سابقة لعصرها وقد تجد نجاحًا هائلاً بمجرد القضاء على التضخم. وقد تكون الانخفاضات الأخيرة هي أرخص ما قد يصل له لسهم من أي وقت مضى.

اقرأ أيضًا السعودية توقع صفقة بقيمة 5.6 مليار دولار مع شركة صينية للسيارات الكهربائية

المصدر: ذا موتلي فول