تستمر قدرات الذكاء الاصطناعي في التقدم بسرعة مذهلة. يبدو أن وصول تشات جي بي تي (ChatGPT) قد أدى فقط إلى تسريع اعتماد تقنية الذكاء الاصطناعي في العمليات اليومية للشركات، لكن من الصعب معرفة تأثيرات الذكاء الاصطناعي على الشركات.
وجد بحث جديد – يقارن مدى تعرض القوى العاملة في أكبر الشركات الأمريكية للذكاء الاصطناعي التوليدي – أن الشركات ذات التعرض الأكبر يمكن أن تشهد تدفقات نقدية أعلى وتكاليف عمالة أقل وتقييمات سوقية أكبر.
ستشهد الشركات التي تكون تكاليف العمالة فيها متكاملة مع الذكاء الاصطناعي التوليدي تدفقات نقدية أعلى بسبب التحسينات التكنولوجية المكملة لقوتها العاملة.
تتصدر شركة إنترناسيونال بيزنس ماشينز (International Business Machines Corp IBM) قائمة الباحثين التي تضم أكبر 15 شركة تتمتع بأعلى نسبة تعرض لتشات جي بي تي (ChatGPT)، وهو روبوت دردشة الذي أطلقته أوبن ايه آي (Open AI) في نوفمبر / تشرين الثاني الماضي.
تلت آي بي إم (IBM) إنتويت (Intuit) وكوالكم (Qualcomm) وفايسيرف (Fiserv) ونيفيديا (Nvidia).
أقر آرفيند كريشنا الرئيس التنفيذي لشركة آي بي إم (IBM) بتعرض شركته بشكل كبير للذكاء الاصطناعي، حيث أخبر بلومبيرغ نيوز هذا الشهر أنه من بين 26,000 موظف لا يتعاملون مع العملاء، “يمكنني بسهولة رؤية 30% من هؤلاء يتم استبدالهم بالذكاء الاصطناعي والأتمتة خلال خمس سنوات”.
إن مايكروسوفت (Microsoft) هي التاسعة على قائمة الشركات الأكثر تعرضًا. لقد جمد ساتيا ناديلا الرئيس التنفيذي رواتب موظفيه ذوي الدوام الكامل هذا العام، مشيرًا إلى الحاجة إلى الاستثمار في “تحول كبير في النظام الأساسي في هذا العصر الجديد من الذكاء الاصطناعي”، وفقًا لمذكرة نشرتها بيزنس إنسايدر (Business Insider).
من بين أكبر 15 شركة أمريكية تتمتع بأعلى نسبة تعرض للذكاء الاصطناعي، استنادًا إلى تقييم تشات جي بي تي (ChatGPT) للمهام التي يتم إجراؤها في مختلف المهن، تعمل ثماني شركات في قطاع المعلومات وستة شركات تصنيع. تتصدر ستاندرد آند بورز غلوبال (S&P Global) وبرودكوم (Broadcom) وفيرايزون كوميونيكيشنز (Verizon Communications) وثري إم (3M) المراكز العشرة الأولى.
ومن بين الشركات الـ15 الأقل تعرضًا، تعمل اثنتان في قطاع الخدمات الغذائية، وسبع في قطاع تجارة التجزئة، وثلاث في النقل والتخزين، واثنتان في التصنيع.
ستاربكس (Starbucks) وماكدونالدز (McDonald’s) ودولار جنرال (Dollar General) وتارغت (Target) وولمارت (Walmart) هم الخمسة الأوائل في المجموعة الأقل تعرضًا.
كتب ثلاثة أساتذة ماليين في التقرير البحثي الذي نشر الأسبوع الماضي: “إن المنطلق الذي استخدمناه هو أن المهام التي تؤديها القوى العاملة في الشركات الأكثر تعرضًا للانكشاف يمكن تنفيذها بسهولة أكبر من خلال تطبيقات الذكاء الاصطناعي التوليدية مقارنة بالمهام التي تنفذها القوى العاملة في الشركات (والصناعات) الأقل تعرضًا للخطر”.
قالت أندريا إل. إسفيلدت رئيسة قسم المالية وأستاذ المالية في كلية أندرسون للإدارة بجامعة كاليفورنيا لبارونز: “على مستوى الشركة، ما إذا كان الذكاء الاصطناعي إيجابيًا أم سلبيًا على القيمة يتوقف على مدى تعرض القوى العاملة لدي الشركة له ومدى قدرة الشركات الحالية على الاستفادة من التحسينات التكنولوجية مقارنةً بالشركات الجديدة”.
تناقضت بعض النتائج مع الأبحاث والافتراضات السابقة حول الذكاء الاصطناعي والعمالة، حيث وجدت الدراسة أن المهن الأكثر تضررًا هي في الواقع تلك التي لديها نصيب كبير من المهام التحليلية المعرفية غير الروتينية أو المهام المعرفية الروتينية، في حين أن المهام البدنية اليدوية لا تتأثر نسبيًا.
أخبرت شركة آي بي إم (IBM) بارونز بأنها تقوم بالتوظيف بنشاط: وقالت: “إن شركة آي بي إم (IBM) تدرس وتتأنى في عملية التوظيف مع التركيز على الأدوار المدرة للدخل، ونحن انتقائيين للغاية فيما يتعلق بشغل الوظائف التي لا تمس عملائنا أو التكنولوجيا بشكل مباشر”.
رفضت شركة إنتويت (Intuit) ونيفيديا (Nvidia) ومايكروسوفت (Microsoft) التعليق على الدراسة. ولم يتسن لبارونز الوصول إلى ستاربكس (Starbucks) وماكدونالدز (McDonald’s) ودولار جنرال (Dollar General) للتعليق.
أجرى الدراسة كلًا من إسفيلدت وغريغور شوبرت الأستاذ المساعد في العلوم المالية في كلية أندرسون ومياو بن تشانغ الأستاذ المساعد في قسم الاقتصاد المالي والتجاري في كلية مارشال للأعمال بجامعة جنوب كاليفورنيا.
كتب الباحثين: “على الرغم من أننا لا نتخذ موقفًا بشأن ما إذا كان الذكاء الاصطناعي التوليدي بديلاً أو مكملاً للعمالة ذات التعرض العالي، فإن عملنا يظهر أن الشركات التي لديها حصة أكبر من المهن المعرضة لذكاء اصطناعي ستولد مكاسب في القيمة عبر مجموعة متنوعة واسعة من الصناعات”.
يشير هذا البحث الجديد إلى أن الذكاء الاصطناعي مفيد للشركات ذات التعرض الأكبر. ولكن ما إذا كان ذلك مفيدًا للعمال أم لا، أي ما إذا كان يمكن أن يحل محل العمالة في هذه الصناعات أم لا، فلا يزال يجب دراسة ذلك.
عندما سُئلت عما يجب على موظفي شركات مثل آي بي إم (IBM) أن يستنتجوه من الدراسة، قال إسفيلدت أن الذكاء الاصطناعي يمكن أن يساعد في جعل العمال أكثر إنتاجية. وقالت لبارونز: “على الرغم من أن هذه الشركات قد تعيد هيكلة قوتها العاملة، إلا أن التأثير النهائي على العمالة بشكل عام لا يزال إيجابيًا”.
وأضافت: “بالنسبة للعديد من الوظائف، يمكن لأدوات الذكاء الاصطناعي أن تتولى المهام المتكرّرة، مما يسمح للموظفين بتركيز جهودهم على المجالات التي يكون فيها الإبداع البشري والبصيرة ذات قيمة خاصة. ونتيجة لذلك، قد تصبح بعض الوظائف أكثر حاجة للعمال وأكثر قيمة للشركة، طالما أن العمال على استعداد للتكيف مع التغيير في المسؤوليات”.
اقرأ أيضًا تاليس الفرنسية وغول البرازيلية توقعان صفقة لنقل خدمات الصيانة إلى البرازيل
0 تعليق